كان صباحًا باردًا في الحادي عشر من الشهر الثاني لعام 1963, صباحًا يفوح مللًا و لا يحث على غير الانعزال و الوحدة.
و بعد أن اطمأنت على طفليها في سريريهما، و تركت لهما كفايتهما من الحليب و الرغيف إلى جانبهما على الطاولة، أغلقت عليهما الباب و أقفلتهز
ثم ذهبت إلى المطبخ، و أطلقت الغاز من الفرن، و تناولت دزّينة من الأقراص المنومة، قرصًا بعد آخرز و بعد ذلك حشرت رأسها داخل الفرن، و بينما كان الغاز يتسرب نحو وجهها تماما، استلقت في نومٍ أبدي.
كانت في الثلاثين من عمرها و حسب.
من كتاب حليب أسود لـ إليف شفاق